تحقيق/أسماء محمود
أولاً نستعرض نبذة مختصرة عن حياة الإمام البخاري رحمه الله وكيف وصل لهذه الدرجه من العلم الذي يُدرس الآن من مصنفاته ؛ هو محمد إسماعيل ولقب البخاري نسبة لمدينة البخاري مسقط رأسه ومنبع علمه والتي تقع الآن في دولة أوزبكستان الإسلامية المعروفة حيث يشهد تاريخ مدينة البخاري بأنها من أعظم مدن الكتاتيب والتي تقوم بتعليم اللغة العربية والقرآن الكريم وحفظه وتفسيره وتعليم التاريخ الإسلامي والفقه ؛ وكان محمد إسماعيل دائما ما يحب زيارة المدينة المنورة بصحبة والدته في سن السابعة ، ومن تلك البقعة المباركة كانت نشاط لا يعرف الكسل وكان يطوف بلدان العالم الإسلامي حباً وشغفاً لأحاديث رسول الله “صلي الله عليه وسلم” حيث سافر إلي الشام ومصر وخراسان وإيران وجنوب روسيا وغرب أفغانستان والبصرة وبغداد ، ثم قرر أن يلتحق ويتشبع بعلم الحديث حتي حفظ 7000 حديث وكان لا يتجاوز سن العاشرة، إلا أنه كان يتميز بالذكاء وسرعة البداهة والإدراك بل إن شيخه ومعلمه محمد بن سلام البيكندي عالم مدينة بخاري ومُحدث بلاد ما وراء النهر كان يطلب من محمد إسماعيل أن يراجع له بعض الكتب وهو لا يتجاوز سن العاشرة من عمره، وكان الإمام البيكندي يُحدث زملاءه عن ذكاء تلميذه محمد إسماعيل وبأنه لا يحدث بحديث عن الصحابة أو التابعين إلا وكان يعرف متي وأين ولدوا. وأين عاشوا ومتي كانت وفاتهم ومن أهم أصدقائهم ومن الذي نقل عنهم ؛ وبعد سن السادسة عشر أتم البخاري كتابة جامعاً ما يقرب من 7000 حديث صحيح بعد جهد وعمل متواصل والتي إختارهم من بين ما يقرب عن 000’600 حديث صحيح وغير صحيح وقد ترك البخاري الكثير من الأحاديث الصحيحة التي يتشابه فيها حكم حتي لا يطول الكتاب علي القارئ ، وقد نال الكتاب شهرة كبيرة ومكانة حيث أقبل آلاف الدارسين الذين يتتلمذون علي يد البخاري حتي وصل مجلسه ببغداد إلي ما يقرب من 000’20 دارس ومستمع حيث كان من أعلام تلامذته الإمام الترمذي والنسائي ومسلم وغيرهم ؛
وإليكم نبذة تعريفية ببعض أنواع الحديث وتعريف كل نوع للتعرف علي أي حديث مشكوك في أمر صحته ؛
النوع الأول الحديث الصحيح، وهو ما اعتمد عليه البخاري في صحيحه ويتصف بعدم الشذوذ أي ألا يكون مخالفاً لمن هو أوثق منه، وحكمه : وجوب العمل به بإجماع أهل الحديث والأصوليين والفقهاء فهو حجة من حجج الشرع لأن سنده متصل ورواته عدول ضابطون وأنه غير شاذ ولم يعارضه من هو أقوي منه وأنه ليس به علة من العلل المصاحبة لأنواع الأحاديث الأخري ويحقق أعلي درجات شروط الإسناد كاملة مطلقاً حيث نجد في الكتب المعتمدة المشهورة كصحيح إبن خزيمة وصحيح إبن حبان ومستدرك الحاكم والسُنن الأربعة وسُنن الدار القطني وسُنن البيهقي وغيرها أحاديث صحيحة بروايات البخاري ومسلم ؛ أما الحديث “الضعيف” فهو يتفاوت صعفه بحسب شدة رواته وخفته وعدم الثقه برواته فمنه! الضعيف ومنه الضعيف جداً ومنه الواهي بالضعف ومنه المنكر وحكم روايته يجوز عند بعض أهل الحديث ومنهم من تساهل في إسناد الأحاديث الضعيفة ببيان ضعفها بخلاف الأحاديث الموضوعة فإنه لا يجوز روايتها والعمل بها ؛ والحديث “الموضوع” وحكمه، قد أجمع أهل العلم علي أنه لا تحل روايته مع بيان وضعه حيث أنه أشر الأحاديث وأقبحها لأنها نُسبت للنبي أو للصحابة بالبهتان، والحديث الموضوع يُعرف بدون النظر في إسناده ودواعي الوضع مثلاً بأن يكون الراوي رافضياً ويريد المخالفة والمدح بشئ معين بأهل البيت أو الإنتصار للمذهب أو الطعن في الإسلام أو التزلف للحاكم أو التكسب والرزق أو قصد الشهرة أو مذاهب الكراهية في وضع الحديث والتشكيك وتشتيت المسلمين بأمور دينهم ، وأنواع الأحاديث كثيرة والإطلاع عليها ممتع وشيق وأهل الحديث لهم مكانة عظيمة حيث أنهم اجتهدوا ليوصلوا لنا هذا العلم وسهروا وشاقوا علي أنفسهم بالسفر والجهد وأفنوا عمرهم في هذا العلم منذ نعومة أظافرهم حتي وفاتهم ومن الطبيعي أن يعلم المدعي المتطاول إسلام البحيري أنه نقطة في سطر عالم واحد من علماء أهل الحديث وأنه لا يملك حتي المقومات العلمية والبحثية الكافية للرد الكافي عما يدعيه ويفتريه بهتان علي أهل الإمام البخاري أو الأئمة الأربعة حيث أنه ينكر أحكام الردة بالإسلام ويتهم السنن الأربعة بالسنن الدموية ، عليك من الله ما تستحق فأنت دابة تعثوا في الأرض فساداً وتتكلم في عامة الناس بأمور دينهم وتفتي بما لا يرضي الله ولكن يرضي جهلك وجهل من اتبعوك.